سورة القصص - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


الهداية في الحقيقةِ إمالةُ القلبِ من الباطلِ إلى الحقِّ، وذلك من خصائص قدرة الحقِّ- سبحانه- وتطلق الهداية بمعنى الدعاء إلى الحق- توسُّعاً، وذلك جائزٌ بل واجبٌ في صفته صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
ويقال: لَكَ شَرَفُ النبوَّةِ، ومنزلةُ الرسالةِ، وجمالُ السفارةِ، والمقامُ المحمودُ، والحوض المورود، وأنت سيد ولد آدم.. ولكنك لا تهدي من أحببت؛ فخصائصُ الربوبيةِ لا تصلح لِمَنْ وَصْفُه البشرية.


قالوا نخاف الأعرابَ على أنفسنا إنْ صَدَّقْنَاكَ، وآمَنَّا بِكَ، لإجماعهم على خلافنا ولا طاقة لنا بهم فقال الله تعالى: «وكيف تخافونهم وترون اللَّهَ أظفركم على عدوِّكم، وحَكَمْنا بتعظيم بيتكم، وجعلنا مكةَ تُجْبَى إليها ثمراتُ كل شيءٍ من أقطار الدنيا»؟
ويقال من قام بحقِّ الله- سبحانه- سَخّر له الكونَ بجملته، ومَنْ اشتغل برعاية سِرِّه لله، وقام بحقِّ الله، واستفرغ أوقاته في عبادة الله مُكِّنَ من التصرِّف بهمته في مملكة الله؛ فالخَلْقَ مُسَخّرٌ له، والوقتُ طَوعُ أمرِه، والحقُّ- سبحانه- متولٍ أيامَه وأعماله يُحَقِّقُ ظنَّه، ولا يُضَيِّعُ حقّه.
أمَّا الذي لا يطيعه فيهلك في أودية ضلاله، ويتيه في مفازات خِزْيِهِ، ويبوء بوِزْرِ هواه.


لم يعرفوا قَدْرَ نعمتهم، ولم يشكروا سلامة أحوالهم، وانتظامَ أمورهم، فهاموا في أودية الكفران على وجوهِهم، فَخَرُّوا في أودية الصغار على أذقانهم، وأذاقهم اللَّهُ من كاساتِ الهوان ما كسر خمارَ بَطَرِهم؛ فماكنهم منهم خالية، وسقوفُها عليهم خاوية، وغِربانُ الدمار ناعية.

9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16